ليس سهلاً أن تكون بعيدًا عن الوطن. يكفي أحيانًا أن تسمع صوت الأذان يتردد في تسجيل عابر، أو أن تمرّ بجملة باللهجة المغربية في شارع مزدحم، حتى يرتفع فيك ذاك الحنين الصامت. إحساس لا يُفسَّر، لكنه حاضر، لا يُشبه الحنين للسفر أو لمكان جميل… بل هو حنين للأصل، للجذور، للذاكرة.
ومن رحم هذا الحنين، تولد لدى كثير من المغاربة المقيمين في الخارج رغبة صادقة: الاستثمار في المغرب، الإسهام في تنميته، وبناء مشروع يربطهم بأرضهم لا بالذكريات فقط.
لكن الطريق إلى ذلك ليس واضحًا كما يتمنّونه… بل غالبًا ما تحيطه العوائق، والأسئلة، والشكوك.
العديد من أبناء الجالية المغربية عبر العالم يملكون الرغبة، وربما رأس المال، بل أحيانًا حتى الفكرة. ومع ذلك، يترددون.
ليس لأنهم لا يثقون في بلدهم، بل لأنهم لا يملكون أدوات الفهم ولا شبكة التوجيه المناسبة.
يُطرح سؤال بسيط: من أين أبدأ؟
ثم يتبعه آخر: من يدلّني على الطريق دون مصلحة؟
فتتراكم الأسئلة، وتُهمَل النوايا الطيبة، وتضيع المشاريع قبل أن تولد.
الاستثمار لا يحتاج فقط إلى أموال، بل إلى معرفة دقيقة، وشبكة علاقات، واطمئنان قانوني، وتوجيه عملي يراعي خصوصية الغربة.
من يطمح إلى الاستثمار في وطنه من الخارج لا يسعى بالضرورة إلى الرحيل من بلد إقامته، بل إلى ربط الجسر بين العالمين.
لكنّ العقبات كثيرة: قوانين غير واضحة، تضارب في المعلومات، تجارب فاشلة ينقلها الآخرون، وانعدام الثقة في المصادر.
ووسط كل هذا، يشعر المغترب أنه وحيد في قراره. لا يجد من يُشبه تجربته، أو من مرّ بالطريق ذاته.
وكلما طال الانتظار، خفَت الحماس، وتحوّلت النية إلى حسرة.
لكن الحقيقة؟ أن الكثيرين نجحوا فعلاً. مغاربة من هولندا، كندا، ألمانيا، والخليج عادوا بمشاريع ناجحة.
ليس لأن الطريق كان سهلاً، بل لأنهم وجدوا ما نفتقر إليه غالبًا:
مجتمع يُشبههم، يفهمهم، ويدلّهم دون أحكام.
مجتمع يوفّر محتوى موجَّهًا لمغاربة الخارج، مبنيًّا على تجارب واقعية، فيه مستشارون، خبراء، موجّهون… لكنهم قبل كل شيء مغاربة عاشوا نفس التحدي.
هناك، لا تشعر أنك غريب… بل تبدأ أخيرًا بفهم الطريق.
لست مضطرًا لأن تكون خبيرًا بالقانون المغربي، أو مطّلعًا على خريطة الاستثمار بالتفصيل.
لكنك تحتاج إلى من يمنحك الخريطة، والبوصلة، والرفقة.
ربما لا تحتاج أكثر من مساحة آمنة تُطرح فيها الأسئلة بحرية، وتُشارك فيها الأفكار، وتُنسج فيها علاقات صادقة.
مكان تشعر فيه أنك لست وحدك، وأن العودة ممكنة، بطريقتك، وفق ظروفك، وبخطواتك الخاصة.
وهنا يأتي دور منصة "وُركس"، التي تُوفّر فضاءً رقميًا يجمع مجتمعات متنوعة من المهتمين بالتطوير، التعلّم، وبناء العلاقات الهادفة. ومن بين هذه المجتمعات، يبرز "مجتمع مغاربة العالم" كمساحة مخصصة للمغاربة المقيمين في الخارج، والمهتمين بالاستثماربالمغرب، وبناء المشاريع، وتوسيع الروابط مع الوطن.
هذا المجتمع لا يقدّم وعودًا فارغة، بل يبني جسرًا حقيقيًا بين التجربة والفرصة، ويُتيح لأعضائه محتوى متخصصًا، لقاءات تفاعلية، وشبكة علاقات تُشبههم وتفهم واقعهم.
داخل "وُركس"، لا تسير وحدك… بل تجد من يشاركك الطموح، ويمنحك أدوات تحقيقه.
أن تستثمر في بلدك لا يبدأ بتحويل مالي، بل بتحوّل فكري.
أن تنتقل من العزلة إلى التفاعل.
من الخوف إلى الفهم.
من الأمل المبهم… إلى فرصة واضحة يمكن البناء عليها.
مرحبًا بك في منطقة التعليقات! كن مهذبًا وابقَ في صلب الموضوع. قم بزيارة الشروط والأحكام الخاصة بنا واستمتع معنا!
لم تتم إضافة أي تعليقات بعد، كن الأول وابدأ المحادثة!