بين الحيرة والطموح: لماذا يحتاج طالب البكالوريا إلى من يرشده لا من يختار له؟

بين الحيرة والطموح: لماذا يحتاج طالب البكالوريا إلى من يرشده لا من يختار له؟

في تلك المرحلة المفصلية التي تُسمى "نهاية الثانوي"، يبدو كل شيء مهمًّا… وغامضًا في الوقت ذاته.
الأسئلة تتكاثر، والإجابات متضاربة، والنصائح لا تنتهي:
"ادرس الطب"، "الهندسة مضمونة"، "المعدل لا يسمح"، "افعل ما تُحب"... لكنّ الطالب لا يبحث عن جملة بقدر ما يبحث عن وجهة.

فما بين الضغط العائلي، وارتباك التلميذ، وصمت المؤسسات التعليمية، يشعر كثير من شبابنا أن اختيار التخصص الدراسي أشبه بالقفز في المجهول.
قرار يبني عليه مستقبله، لكنه يُتخذ أحيانًا في دقائق، أو استنادًا إلى رأي عابر.

هل يحتاج الطالب إلى خطة مثالية؟ لا. بل إلى بوصلة

الخطأ الشائع هو الظنّ بأن الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى "إجابات جاهزة".
بينما ما يحتاجه فعلًا هو من يساعده على طرح الأسئلة الصحيحة.
أن يُنصت إليه أحد، لا ليملي عليه الطريق، بل ليُساعده على رؤيته بنفسه.

فالبوصلة ليست خطة جاهزة، بل قدرة على الفهم، والتحليل، والاختيار بثقة.
وكلما طالت الحيرة دون مرافقة، ازداد احتمال أن يُبنى القرار على أساس هشّ، أو يُؤجل إلى أن يفوت الأوان.

لأن التوجيه الحقيقي ليس معلومة… بل علاقة إنسانية

قد يجد الطالب على الإنترنت عشرات "الدلائل" و"التخصصات المطلوبة"،
لكن ماذا يفعل بكل تلك المعلومات إن لم يجد من يُفسّرها له بلغته، ومن واقعه، وبما يتماشى مع شخصيته وطموحه؟

وهنا تكمن أهمية المرافقة الفردية، والتوجيه الذي يُراعي الفروقات الشخصية، والذي ينبني على التفاعل لا على الإملاء.

حين يتحوّل التوجيه إلى مجتمع

في السنوات الأخيرة، بدأ يظهر وعي جديد عند عدد من الطلاب.
لم يعودوا يطلبون إجابات سريعة، بل صاروا يبحثون عن مجتمع يُشبههم، يُحفّزهم، ويمنحهم بيئة صادقة لطرح التساؤلات بدون خجل.

في مثل هذه المجتمعات، لا يُنظر إلى التوجيه كمجرد اختيار تخصص، بل كرحلة لاكتشاف الذات، وبناء مشروع شخصي، وتطوير المهارات إلى جانب المعرفة الأكاديمية.

وهناك، تتحوّل الحيرة إلى حوار، والارتباك إلى خطوات واضحة.

ووسط هذه المبادرات… برز مجتمع وركس

ضمن هذا التحول في رؤية التوجيه، برز "مجتمع وركس" كأحد النماذج الذكية التي فهمت أن الطالب لا يحتاج إلى المزيد من الضغط، بل إلى مساحة آمنة تجمع بين التفاعل، التوجيه العملي، والتحفيز.

ومن بين مجتمعاته المتعددة، وُلد "مجتمع التوجيه" لطلبة البكالوريا، بقيادة المدرب كريم كانوت، الذي لا يقدّم وصفات جاهزة، بل يُرافق الطالب بخطوات محسوبة ومنهج إنساني يُراعي كل شخصية.

في وركس، لا يبدأ الطالب من فراغ، ولا يُترك وحده أمام الاحتمالات،
بل يُحتضن داخل بيئة منظمة، غنية بالموارد، ومبنية على الحوار والانتماء.

لأن مستقبلك لا يُترك للصدفة

الذي يختار دون وعي، يتعب لاحقًا في تصحيح الطريق.

أما الذي يُمهل نفسه لحظة صدق مع ذاته، وبيئة تحتضنه لا تحكم عليه…
فهو يبني قراره على أرض صلبة،
ويُصبح مستعدًا، لا فقط لاجتياز الامتحانات، بل لبناء مستقبلٍ يعرف أين يبدأ وإلى أين يسير.
 بالتأكيد تحتاج إلى أن تكون في المكان المناسب لتبدأ بالأسئلة الصحيحة.
مجتمع وركس في انتظارك.
ومستقبلك… يستحق أن تبدأ في بنائه الآن، لا لاحقًا.